الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الإقامة في بلاد الكفار والعيش بين ظهراني المشركين هي السبب في ما حل بكم من مصيبة ، وقد سبق بيان مخاطر الإقامة في تلك البلاد في الفتوى رقم : 2007 ، ولذا ننصحكم بالعودة إلى بلاد إسلامية ، لكي تحافظوا على دين بقية الأبناء ، وأما طردكم للفتاة من البيت فيرجع تقديره للمصلحة المرجوة منه ، فإن رأيتم أن فيه درءًا لمفسدة أعظم من إفساد تلك البنت لأخواتها فلا بأس بذلك ، أما إذا كانت مفسدته أعظم وسيؤدي إلى ضياع الفتاة ووقوعها في الرذيلة فلا يجوز حينئذ ، والحل هو حبسها في البيت ، ومنعها من الخروج أو التأثير على أخواتها .
مع العلم أن الفتاة إن اختارت طريق الكفر والعياذ بالله ، وهذا ما لمسناه من قولك ( لا تؤمن بكل ما نحمله من الدين ، تفكر مثلما يفكر أعداء الإسلام تكره الحجاب ) فيجب طردها ، والتبرؤ منها ، وليس بينكم وبينها قرابة ، ولا ولاية ، قال تعالى مخاطباً نوحاً عليه السلام حين قال : ( رب إن ابني من أهلي ) : قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ {هود: 46 } وقال تعالى عن إبراهيم وأبيه : فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ {التوبة: 114 }
ولا بأس بصلتها وتأليفها رجاء عودتها إلى الإسلام. وتراجع الفتوى رقم : 11768 .
والله أعلم .