الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كنت أيها السائل الكريم تقصد أصحاب الصفة فقد بوب البخاري لهم فقال: باب نوم الرجال في المسجد وقال أبو قلابة عن أنس قدم رهط من عكل على النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا في الصفة وقال عبد الرحمن بن أبي بكر كان أصحاب الصفة الفقراء.
وذكر عن أبي هريرة رضي الله عنه وهو أحدهم قال: رأيت سبعين من أصحاب الصفة ما منهم رجل عليه رداء إما إزار وإما كساء قد ربطوا في أعناقهم فمنها ما يبلغ نصف الساقين ومنها ما يبلغ الكعبين فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته.
وكان من خبرهم كما عند البيهقي من حديث عثمان بن اليمان قال: لما كثر المهاجرون بالمدينة ولم يكن لهم دار ولا مأوى أنزلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وسماهم أصحاب الصفة فكان يجالسهم ويأنس بهم وروينا عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن النوم في المسجد فقال: فأين كان أهل الصفة يعني ينامون فيه. انتهى.
ونقل الحاكم في مستدركه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: لقد كان أصحاب الصفة سبعين رجلا ما لهم أردية. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، قال الحاكم تأملت هذه الأخبار الواردة في أهل الصفة فوجدتهم من أكابر الصحابة رضي الله عنهم ورعا وتوكلا على الله عز وجل وملازمة لخدمة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، اختار الله تعالى لهم ما اختاره لنبيه صلى الله عليه وسلم من المسكنة والفقر والتضرع لعبادة الله عز وجل وترك الدنيا لأهلها... قال الذهبي في التلخيص: على شرط البخاري ومسلم. وفي تحفة الأحوذي قال: هم زهاد من الصحابة فقراء غرباء وكانوا سبعين ويقلون حينا ويكثرون حينا يسكنون صفة المسجد لا مسكن لهم ولا مال ولا ولد وكانوا متوكلين ينتظرون من يتصدق عليهم بشيء يأكلونه ويلبسونه. ومنهم أبو هريرة كما في صحيح ابن حبان، وسالم بن عبيد كما في كنز العمال، والعرباض بن سارية كما في المصنف لابن أبي شيبة، وواثلة بن الأسقع كما عند الطبراني، وقيس الغفاري وطلحة بن عمرو كما في المسند وغيرهم من الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم.
وأما أصحاب الروضة فلم نقف على خبر في ذلك فيما اطلعنا عليه ولعلك تقصد أصحاب الصفة ولذا ذكرنا لك طرفا من أخبارهم.
والله أعلم.