الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا على برك بأمك وحرصك على ذلك، ونرجو أن لا يكون تذكيرك إياها بما فعلته من باب المن لأنك لم تقصد المن والرياء والتبجح، وإنما قصدت إثبات ما نفي، ولكن لا ينبغي أن تجادل أمك أو تؤذيها برفع الصوت عليها فقصدها بذلك المبالغة والحث، فاخفض لها الجناح وكن معها كما أمرك رب العزة والجلال في قوله: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء: 23-24} وكما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك. وانظر الفتويين رقم: 8173، 54694، نسأله سبحانه أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه إنه سميع مجيب.
والله أعلم.