الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا تعارض بين الخوف من سوء المصير وعذاب الله مع وجود الطمأنينة، بل إن الطمأنينة الحقيقية لا تحصل إلا بعد وجود الخوف والوجل، وذلك أن خوف العبد من سوء العاقبة يورثه اللجوء إلى الله تعالى والحرص على طاعته والبعد عن معصيته والإكثار من ذكره، وهذا يورثه الطمأنينة. قال تعالى: أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد: 28} وقال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً {النحل: 97} ولهذا أخبر الله تعالى في كتابه أن الملائكة تطمئن عباده المتقين الذين قالوا: ربنا الله ثم استقاموا على شريعته، تطمئنهم عند الموت وعند الحشر، ألا تخافوا مما تقدمون عليه، ولا تحزنوا على ما خلفتم من الذرية والأهل تبشرهم بالجنة.
ولولا خوفهم من الله لما حصلت لهم هذه الطمأنينة، فخوفهم جعلهم يقولون: ربنا الله، وجعلهم يستقيمون على شريعة الله فحصلت لهم الطمأنينة.
وانظر للأهمية الفتوى رقم: 31444، والفتوى رقم: 30385 ، والفتوى رقم: 59303.
والله أعلم.