الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد حث الشرع المسلمين على أن يكونوا على أحسن حال من الوفاق وحسن العشرة فيما بينهم لما في ذلك من المصالح العظيمة التي قد تعود عليهم في دينهم ودنياهم، وتراجع الفتوى رقم:49020 ، ويتأكد هذا في حق بني العائلة الواحدة لما بينهم من الرحم التي تجب عليهم صلتها ويحرم عليهم قطعها، وتراجع الفتوى رقم:26850 ، ثم إن القطيعة والهجران لغير مسوغ شرعي لها عواقب وخيمة ومخاطر جسيمة على الفرد والمجتمع، وتراجع الفتوى رقم: 32914.
إذا ثبت هذا فإن إقسام هذا الرجل أن لا يدخل دار ابن خالته حتى يقطع علاقته بمطلق أخته منكر لما فيه من قطع للرحم، فلا يجوز إبرار مثل هذا القسم، وما اقترحته العائلة من حل لا يبرر به هذا القسم؛ إذ لا تتحقق به نية الحالف فيما يبدو.
والذي نرشد إليه أن ينصح هذا الحالف بأن يتقي الله تعالى ويرجع في قسمه ويكفر عن يمينه عملا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم وهو قوله: وإني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير. رواه البخاري
ومما ينبغي ملاحظته أن أفراد العائلة لا يستطيعون تحمل مسؤولية قطع تلك العلاقة أمام الله ولو قبلوا بذلك؛ إذ لا تزر وازرة وزر أخرى.
والله أعلم.