الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله لك الثبات على الهدى والالتزام, كما نسأله أن يرزقك الفقه في الدين, وبخصوص ما سألت عنه من التعامل مع أرحامك الذين اقترضوا بالربا أو كفلوا من اقترض بالربا؟ نقول: لا ريب أن الاقتراض بالربا كبيرة من الكبائر، وأنه يجب على هؤلاء الذين اقترضوا أو أعانوا من اقترض أن يتوبوا إلى الله عز وجل ويعزموا على عدم العود لمثل هذه الكبيرة ، وأما الأكل من طعامهم وقبول هديتهم والجلوس في البيت الذي اشتروه بالقرض الربوي فلا حرج في ذلك كله لأن القرض الربوي تعلق بذمتهم لا بعين المال ، وقد وضحنا ذلك في الفتوى رقم : 296356 ، والفتوى رقم : 63427 ، فراجعهما.
وإذا كان هذا في حق من اقترض بالربا فمن باب أولى الشخص الذي ضمن المقترض كأمك -مثلاً- فلا وجه للامتناع عن تناول طعامها وقبول هديتها لأن مرتبها حلال ما دام مجال عملها حلالا. وفي كل الأحوال فأرحامك هؤلاء يجب أن تتعامل معهم بالحسنى مع نصيحتهم بالرفق وبالتي هي أحسن .
والله أعلم .