الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يصح أن يقال: (إن الغنى أفضل من الفقر) مطلقاً، ولا يصح أن يقال أيضاً :(إن الفقر أفضل من الغنى) مطلقاً، بل ذلك يختلف باختلاف الأشخاص، فإن من الناس من يكون الفقر أفضل في حقه من الغنى، ولو أغناه الله لدخل النار، ومن الناس من يكون الغنى أفضل في حقه من الفقر، ولو أفقره الله لدخل النار، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: والفقر والغنى حالان يعرضان للعبد باختياره تارة وبغير اختياره أخرى..... ولا يجوز إطلاق القول بتفضيله على الآخر, بل قد يكون هذا أفضل في حال، وهذا أفضل في حال، وقد يستويان... انتهى من مجموع الفتاوى 11/123.
وقال أيضاً في موضع آخر من مجموع الفتاوى: قد يكون الفقر لبعض الناس أنفع من الغنى، والغنى أنفع لآخرين، كما تكون الصحة لبعضهم أنفع؛ كما في الحديث الذي رواه البغوي وغيره: إن من عبادي من لا يصلحه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك, وإن من عبادي من لا يصلحه إلا السقم ولو أصححته لأفسده ذلك، إني أدبر عبادي، إني بهم خبير. انتهى من مجموع الفتاوى 11/120
والله أعلم.