الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن استضافتك لزملائك في الكلية من فتيات وفتيان واجتماعكم في شقة واحدة هو من الاختلاط, وقد بينا حكمه في الفتاوى ذات الأرقام التالية : 8221 ، 8890 ، 17191 ، وذكرنا خلالها ضوابط جوازه وبينا ما يترتب عليه من محاذير، وأنه لا يخلو في هذا الزمن الذي خلع الناس فيه جلباب الحياء وفشا التبرج والسفور وضعف الوازع الديني من حصول أمور محرمة .
وأما ما حصل بين الفتى والفتاة فهو منكر كان الواجب عليك إزالته وتغييره وأنت تملكين ذلك لكونهما بشقتك وفي ضيافتك، فإما أن يلتزما بالأدب وينضبطا بضوابط الشرع أو يخرجا، ولا يجوز لك السكوت على مثل ذلك، وإن فعلت فأنت مشاركة للفاعل في الإثم لكونك قد هيأت له الأسباب وأعنتِه على ذلك فلا ترضي به، ولا يحملك الحرج من المخلوق على إسخاط الخالق، ففي الحديث : من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس . رواه الترمذي وفي رواية لابن حبان : ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس . وانظري الفتويين رقم : 25032 ، 42930 .
والله أعلم .