الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دام خطيبك ذا خلق ودين فلا حرج عليك في الحرص عليه وتمني أن يكون من نصيبك، ولعل الله يكون قد استجاب دعاءك ويسر لك ما سألته فإنه سبحانه قريب مجيب؛ كما قال: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ {البقرة: 186} ومن جوده وكرمه أنه يستحي إذا مد عبده يديه يسأله أن يردهما صِفرا؛ كما في الحديث: إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صِفراً. رواه أبو داود وصححه الألباني.
وقد أحسنت عندما صليت صلاة الاستخارة في أمرك المذكور، وإذا كان لك فيه نصيب فسيكون من نصيبك إن شاء الله، فإن كل شيء بقضاء وقدر، فإذا صرف عنك بعد استخارتك الله فاعلمي أنه ليس فيه خير لك فارضي بذلك. وانشراح الصدر بعد الاستخارة دليل على الخيرة إذا لم يكن ذلك الانشراح عن هوى سابق. قال الإمام النووي: ينبغي بعد الاستخارة أن يفعل ما ينشرح له صدره، فلا ينبغي أن يعتمد على انشراح كان فيه هوى قبل الاستخارة؛ بل ينبغي للمستخير ترك اختياره رأسا وإلا فليس مستخيراً لله تعالى، بل يكون غير صادق في طلب الخيرة في التبري من العلم والقدرة وإثباتهما لله تعالى، فإذا صدق في ذلك تبرأ من الحول والقوة ومن اختياره لنفسه.
فكِلي أمرك إلى العليم الخبير بعد ما فعلت الأسباب الشرعية واجتهدت في ذلك، وقري عينا أنه لن يحصل إلا ما فيه صلاح أمرك وفلاحه.
والله أعلم.