الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كانت أمك تنمعك عن صلاة الجماعة في المسجد لغير أمر ضروري لا يمكن تأجيله إلى ما بعد الصلاة فلا تطعها، فإن صلاة الجماعة واجبة. قال صلى الله عليه وسلم: من سمع النداء فلم يأته، فلا صلاة له إلا من عذر. رواه ابن ماجه. وقال الألباني: صحيح. وانظر الفتاوى رقم: 1798، 3880، 41045، 15587. وانظر تفاصيل أخرى في الفتاوى: 23297، 33564، 47055.
أما إذا ما كان السبب الذي تدعوك والدتك إلى التخلف عن الجماعة لأجله أمرا ضروريا لا يمكن تأجيله إلى ما بعد الصلاة؛ فيجوز لك في هذه الحالة أن تتخلف عن الجماعة في المسجد على أن تؤدي الصلاة جماعة إن استطعت ذلك حسبما يتيسر لك.
واعلم أن الجنة حفت بالمكاره، وأن مهرها غالٍ، ولأجلها بذل الصحابة وتابعوهم دماءهم، فاصبر؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للصحابة: إن من ورائكم أياما الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم. رواه الترمذي وغيره، وقال: حسن غريب، وصححه الألباني
والله أعلم.