الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على ذات الدين عملا بوصية الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم . وأما سؤالك عن مقياس الدين الذي أوصى النبي صلى الله عليه وسلم به؟ فالمراد به الطاعات والأعمال الصالحات والعفة عن المحرمات. قاله الخطيب الشربيني في مغني المحتاج ، وقال السفاريني الحنبلي في شرح منظومة الآداب : الزم أيها الأخ المريد النكاح ( بـ ) نكاح ( ذات ) أي صاحبة ( الدين ) أي الدينة من بيت دين وأمانة وعفة وصيانة , إذ الديانة تقتضي ذلك كله.انتهى .
وأما استشارتك لنا في الفتاتين المذكورتين أيهما تختار ؟ فنذكر لك الصفات التي يسن اتصاف المرأة بها ، وبناء عليها تنظر أي الفتاتين أكثر اتصافا بها ، فتقدمها على الأخرى ، (نص على هذه الصفات جمع من العلماء كابن قدامة المقدسي في المغني ، وابن حجر الهيتمي في شرح المنهاج وغيرهما) من هذه الصفات كون المرأة:
1- شابة لأنها المحصلة لمقاصد النكاح فإنها ألذ استمتاعا -الذي هو مقصود النكاح- وأحسن عشرة، وأفكه محادثة، وأجمل منظرا، وألين ملمسا، وأقرب إلى أن يعودها زوجها الأخلاق التي يرتضيها .
2- كونها ودودا ولودا ويعرف في البكر بأقاربها .
3- كونها وافرة العقل حسنة الخلق .
4- كونها بالغة وفاقدة ولد من غيره إلا لمصلحة .
5- كونها حسناء أي بحسب طبعه -كما هو ظاهر- لأن القصد العفة .
6- كونها خفيفة المهر .
7- أن لا يكون في حلها له خلاف أو شك؛ كمن زنى بأمها فرعه أو أصله، أوبنحو رضاع .
ولو تعارضت تلك الصفات فالذي يظهر أنه يقدم الدين مطلقا - على العلم وغيره - ثم العقل وحسن الخلق، ثم الولادة، ثم أشرفية النسب، ثم البكارة، ثم الجمال، ثم ما المصلحة فيه أظهر بحسب اجتهاده. انتهى نقلا من كتاب تحفة المحتاج شرح المنهاح لابن حجر الهيتمي باختصار.
والله أعلم.