الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلعلك قد تبين لك بما لا يدع مجالا للشك خطورة التعجل وعدم التروي في حل المشاكل الزوجية، ولماذا التعجل إلى الطلاق على سبيل التحديد؟! ألم يجعل الله سبحانه وسائل للإصلاح قبل اللجوء إلى الطلاق؟ فهناك الوعظ والتذكير والهجر في المضجع وتحكيم العقلاء من الناس، وراجع الفتوى رقم: 2589.
وأما الطلاق البدعي سواء كان طلاقا في الحيض أم غيره فإنه يقع على الراجح من أقوال الفقهاء. وراجع في هذا الفتوى رقم: 8507 ، فالمسألة محل خلاف. ومن استفتيت من أهل العلم عندكم إن كان ممن يوثق بعلمه ودينه فخذ ما أفتاك به ولا تكثر التنقل بين المفتين، فإن هذا قد يوقعك في الشك والحيرة، وراجع الفتوى رقم:33577 ، والفتوى رقم: 50358.
ثم اعلم أن العلم يستمد من الوحي المتمثل في الكتاب والسنة على فهم الصحابة والتابعين وغيرهم من علماء الأمة، والترجيح في المسائل الاجتهادية يكون وفقا لأصول وضوابط الشرع، وأما المنامات أو المكاشفات فيستأنس بها في معرفة الحق ولا يعتمد عليها، ومن الصعب الجزم في مسائل الاجتهاد بكون هذا هو الحق عند الله، ولا ينبغي للمسلم تكلف البحث في ذلك، وحسبه العمل بما تطمئن إليه نفسه، وهذا هو فهم سلف هذه الأمةن وكل خير في اتباع من سلف.
وأما جعل الطلاق سبيلا للفراق فمن شرع هذا الدين العظيم، وهذا الشرع لم يحبذ للزوج تطليق زوجته لأول وهلة، بل جعل الطلاق آخر الدواء، فإذا استحمق الزوج وأوقع الطلاق فقد جنى هو على نفسه ودمر حياة أسرته وليس الشرع هو الذي فعل ذلك، وراجع الفتوى رقم: 18440.
والله أعلم.