الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ريب أن من استوفى العمل من الأجير ثم لم يعطه حقه كاملا فإنه ارتكب إثما عظيما وسيكون خصمه يوم القيامة الجبار جل جلاله، لما صح في الحديث القدسي يقول الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: وذكر منهم ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره. رواه البخاري.
فعلى من يستوفون العمل من الأُجَراء ثم لا يوفون لهم أجورهم أن يعدوا للمخاصمة جوابا يوم لا ينفع مال ولا بنون.
وأما قيام الأخ السائل بالشهادة على أن العامل المذكور استوفى حقوقه والواقع أنه لم يستوف شيئا فإنها شهادة بالباطل، والله تعالى يقول: سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ {الزخرف: 19} وطريقة التكفير لهذا الذنب التوبة النصوح عسى الله أن يغفر لك، والعبد إذا تاب تاب الله عليه، وإذا طلب من الشاهد يوما أن يشهد بخلاف ما تقدم من شهادته الباطلة فيلزمه تصحيحا للخطأ وتسببا في رد الحق إلى أهله.
والله أعلم.