الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فحق الوالد عظيم لا يسقط بتقصيره وسوء تصرفه وجشعه في طلب المال ، ولذا فعليك بطاعة والدك في كل ما يأمرك به ، ما لم يكن أمر بمعصية أو بما فيه ضرر بك، فإن أمر بذلك فلا طاعة له ، وعليك أن تجتهدي في الإحسان إليه بالكلمة الطيبة والهدية ونحو ذلك ، وأما شعورك الداخلي نحوه فلا ذنب لك فيه لأنه أمر خارج عن مقدورك ، ولا حرج عليك في تقليل الزيارات بقدر لا يعد جفاء .
وننبه إلى أننا فهمنا من قولك ( ورفض والدي ) أن النكاح تم من دون أن يكون طرفاً في العقد ، فإن كان ذلك كذلك ، فإما أن يكون تولى عقد نكاحك سلطان المسلمين أو من ينوب مكانه وهو القاضي المخول بذلك ، أو تولى عقد نكاحك ولي لك أبعد كالأخ باعتبار الأب عاضلا، فالنكاح صحيح ، وأما إن كان العقد تم بلا ولي أصلا ، فهو عقد باطل ، وعليكم تجديد عقد النكاح .
والله أعلم .