الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن مما يساعد على غض البصر عن المحرمات استشعار أنه فرض من الله الذي خلقك وأنعم عليك بنعمة العينين لتتعبد له بهما وتشكره بالاستسلام والانقياد له بهما، فقد امتن الله بهما علينا فقال: أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ {البلد: 8} وقال: إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا {الإنسان: 2} وقد أخبر أنه أتم النعم علينا لنشكره ونسلم له فقال: وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {المائدة: 6} وقال: كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ {النحل: 81} وقد أمر الله تعالى بالغض للبصر فقال: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ {النور: 29}، ومنها استشعار مراقبة الله تعالى وأنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
ومنها استشعار أن العين رائد القلب، وأن إطلاقها يؤدي لتمني العبد الوقوع في المحرمات، وربما جره ذلك لمقارفة الفاحشة وتعلق القلب بتحصيلها وانشغاله بذلك عن الطاعات.
ومنها الإكثار من صوم النفل ومطالعة كتب الترغيب والترهيب. ومن وقع في الذنب فإن عليه أن يسارع إلى التوبة بالندم على ما فات والعزم على أن لا يعود إليه والإقلاع عنه في الحال، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 19075 ، 23356 ، 1256 ، 34932 .
والله أعلم.