الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالجواب على هذا السؤال في عدة نقاط :
النقطة الأولى : أن من واجبك أن لا تعمل في مكان مختلط اختلاطاً يحصل بسببه فتنة لك في دينك ، وهذا المنع إذا لم تكن مضطراً إلى العمل ، أما عند الضرورة فتعمل فيه إلى أن تجد مكاناً تأمن فيه على نفسك من الفتنة .
النقطة الثانية : أنك في عملك هذا تعتبر أجيراً خاصاً يعني أن منافعك في جميع وقت العمل ملك للمستأجر ( صاحب المخبز ) وعليه ليس لك ترك العمل في هذا الوقت لقراءة كتاب أو استماع دروس أو نحو ذلك مما يؤثر على عملك ، أما الذهاب لصلاة الفريضة في المسجد فراجع فيه الفتوى رقم : 14106 ، والفتوى رقم : 53143 ، والفتوى رقم : 9495 .
النقطة الثالثة : قول صاحب المخبز ( إنه لا مبادئ له مع التجارة ) قول خطير فالتجارة وسائر المعاملات يحكمها الشرع بالنسبة للمسلم كما يجب أن يحكمها المُثل والقيم بالنسبة لغير المسلمين ، هذا وإلا تحول الإنسان إلى حيوان بهيم لا يردعه رادع من خلق أو دين .
النقطة الرابعة : الذي ننصحك به أن تقوم بعملك في هذا المخبز على أكمل وجه امتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم : إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه . أخرجه أبو يعلى والطبراني .
وإذا كان هذا العمل يضرك في دينك وأخلاقك فالواجب أن تبحث بجد عن بديل أحسن منه أو أقل منه ضرراً ، ولامانع أن تبقى في عملك الحالي إن كنت مضطراً إليه إلى أن تجد البديل المناسب قال تعالى : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن: 16 } .
والله أعلم .