الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنوصيك أخي الكريم بالصبر، فإن زوجتك ما يدفعها إلى القيام بما ذكرت إلا محبتها لك وغيرتها عليك، ومما يعين على غرس الثقة بينكما وجود الإيمان والخوف من الله تعالى ومراقبته سبحانه، فإن الزوجة إذا استقر في نفسها ذلك، علمت أن زوجها لن يذهب في طريق يغضب الله تعالى، ومما يعين على غرس الثقة أيضاً أن تكون الزوجة مشاركة لك في همومك مطلعة على جملة من أخبارك.
ونوصي الزوجة بتقوى الله تعالى، والإحسان إلى زوجها، وأن لا تدفعها الغيرة إلى إفساد بيتها بالمشاكل التي تعكر صفو المحبة والمودة، وأن تعزز ثقتها بزوجها وتظهر له ثقتها فيه وفي دينه وعقله، ونذكر الزوجة أيضا بأن الأصل هو حسن الظن بالمسلم قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ {الحجرات: 12} وكم أفسدت الظنون من أسر، وهدَّمت من علاقات.
والله أعلم.