الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد روى أحمد والبيهقي عن أبي حرة الرقاشي عن عمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا لا تظلموا، إنه لا يحل مال امرئ إلا بطيب نفس منه. وفي رواية: ولا يحل لامرئ من مال أخيه شيء إلا ما طابت به نفسه.
والمال العام ليس أخف من المال الخاص في التحريم، بل هو أشد منه حرمة، لأن لكل فرد من أفراد المجتمع الحق فيه بخلاف المال الخاص، وبناء على ذلك يجب الالتزام بما نص عليه المسؤولون فيما ذكرت، فإن قرروا أن يكون ثمن المشروبات على حساب الهيئة التي تعمل بها فلا مانع من تناوله بحسب الشرط دون تجاوز أو زيادة، وذلك لقول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ {المائدة:1}.
كما تجب طاعتهم إذا منعوا الموظفين من دخول المطبخ ما دام ذلك في مصلحة العمل، والمصلحة في مثل هذا تقديرية، وتقدير المسؤول أولى من تقدير غيره، إذ لو ترك التقدير لآحاد الموظفين لأدى ذلك إلى الاضطراب لاختلاف الأنظار، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 5763، والفتوى رقم: 36590.
والله أعلم.