الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي للمسلم الاهتمام بشؤون إخوانه المسلمين فيفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم؛ لأن رابطة الإسلام تجعل المسلمين بمثابة الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، ولا شك أن من الاهتمام بشؤونهم الدعاء لهم بالمغفرة أو الشفاء أو نحو ذلك من كل ما يكون سببا في صلاح أحوالهم، ففي غذاء الألباب للسفاريني الحنبلي : وقال ابن عباس رضي الله عنهما : لا تنبغي الصلاة إلا على النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن يُدعَى للمسلمين والمسلمات بالاستغفار ، وهذا مذهب عمر بن عبد العزيز ، وروى ابن أبي شيبة عن جعفر بن برقان قال : كتب عمر بن عبد العزيز : أما بعد؛ فإن ناسا من الناس قد التمسوا الدنيا بعمل الآخرة ، وإن أناسا من القصاص قد أحدثوا في الصلاة على خلفائهم وأمرائهم عدل صلاتهم على النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا جاء كتابي فمرهم أن تكون صلاتهم على النبيين ودعاؤهم للمسلمين عامة , ويدعون ما سوى ذلك. انتهى
ودعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب تؤمن عليه الملائكة ويكون مستجابا، ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل . وللفائدة راجع الفتوى رقم : 59670 .
وعليه.. فلا تترك الدعاء للمسلمين بكل ما يشتمل على خير كالشفاء مثلا ، فإذا استجيب هذا الدعاء في بعضهم فلك أجر ذلك ، وإن لم تتحقق الإجابة يكون ثواب هذا الدعاء مدخراً لك أنت عند الله تعالى في الآخرة، أو يصرف عنك من السوء. فالداعي لا تخيب دعوته إما أن تعجل له الإجابة ، أو يصرف عنه من السوء مثلها ، أو يدخر له ثوابها في الآخرة ، وراجع الفتوى رقم : 20789 .
وبخصوص الدعوات التي سألت عنها فنرشدك إلى الدعوات الجامعة المشتملة على الخير الكثير، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يختار الجوامع من الدعاء. فيمكنك الإتيان بأدعية جامعة نافعة للأمة كأن تقول : اللهم فرج كروب المسلمين، ووفقهم للاستقامة على شرع الله والبعد عن المعاصي والمنكرات، وانصرهم على عدوهم، ووفقهم لكل خير.. ونحو ذلك من الأدعية النافعة للأمة ، وللفائدة راجع الفتوى رقم : 51531 .
والله أعلم .