الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالدعاء المذكور وارد في حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما .
والمقصود بقوله صلى الله عليه وسلم : أسألك موجبات رحمتك . أي أسبابها ، قال الطيبي : جمع موجبة وهي الكلمة الموجبة لقائلها الجنة ، يعني الأفعال والأقوال والصفات التي تحصل رحمتك بسببها .
وقوله : وعزائم مغفرتك . قال السيوطي : أي موجباتها جمع عزيمة ، وقال الطيبي : أي أعمالا تتعزم وتتأكد بها مغفرتك .
وقوله : والغنيمة من كل بر . قال القاري : أي طاعة وعبادة فإنهما غنيمة مأخوذة بغلبة دواعي عسكر الروح على جند النفس ، فإن الحرب قائمة بينهما على الدوام ، ولهذا يسمى الجهاد الأكبر لأن أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك .
وقوله : والسلامة من كل إثم . قال العراقي: فيه جواز سؤال العصمة من كل الذنوب، وقد أنكر بعضهم جواز ذلك إذ العصمة إنما هي للأنبياء والملائكة ، قال : والجواب أنها في حق الأنبياء والملائكة واجبة، وفي حق غيرهم جائزة ، وسؤال الجائز جائز؛ إلا أن الأدب سؤال الحفظ في حقنا لا العصمة ، وقد يكون هذا هو المراد هنا . انتهى من تحفة الأحوذي .
والله أعلم .