الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننبه بداية إلى أن السؤال فيه نوع من التناقض حيث ذكرت في البداية أنواعا من خطط هذه الشركات تشترط لك رد رأس المال إضافة إلى نسبة من قيمة المبلغ، ثم ذكرت في النهاية أنهم يقولون إنه يمكن أن تخسر المبلغ الذي استثمرته ولا يضمنون تحقيق أرباح.
وعلى كل حال، فإذا كانت هذه الشركات تضمن لك رد رأس المال إضافة إلى نسبة منه فهذه معاملة محرمة ولا تختلف عما تفعله البنوك الربوية من اقتراض المال مقابل فائدة ربوية، وتسمية الاقتراض استثمارا والفائدة الربوية ربحا لا يغير من حقيقة الأمر شيئا، فالعبرة بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني، حيث إن ضمان رأس المال إضافة إلى زيادة هي حقيقة القرض الربوي لا الاستثمار الشرعي الذي يكون فيه رأس المال معرضا للربح والخسارة، وما يستحقه رب المال فيه في حالة الربح إنما هو نسبة من رأس المال محددة سلفا فهذه أيضا معاملة محرمة. وراجع للتفصيل الفتوى رقم: 28410.
وأما قولك إنك لا ترى فرقا بين هذه المعاملة وبين من يعطي التاكسي لمن يعمل عليه مقابل مبلغ ثابت فهذا خطأ؛ لأن هذه المعاملة الأخيرة هي إجارة جائزة يؤجر فيها صاحب التاكسي سيارته لهذا السائق نظير أجرة محددة، بينما تلك المعاملة الأولى ربا محرم، لأن النقود لا تؤجر؛ كما هو موضح في الفتوى رقم: 47310، وإذا فرض أن هناك شركات تستثمر المال في المجالات المباحة ولا تضمن رأس المال أي أنه معرض للربح والخسارة، وما يستحقه رب رأس المال في حالة الربح هو نسبة من الربح متفق عليها مسبقا لا من رأس المال فهذا الاستثمار استثمار شرعي ويجوز الاشتراك فيها، ولكن الجهات التي ذكرتها لا تصلح مثالا لما هو مباح بحال من الأحوال.
والله أعلم.