الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
وأما الدعاء بقولك :(اللهم اجعل لي قدم صدق) فمشروع لأن الله أخبر أن للمؤمنين قدم صدق عنده. فأنت تسأل الله ذلك، فقال سبحانه : وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ {يونس: 2} قال ابن كثير: اختلفوا فيه.. فقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله : وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ، يقول: سبقت لهم السعادة في الذكر الأول ، وقال العوفي عن ابن عباس: أن لهم قدم صدق عند ربهم، يقول: أجراً حسنا بما قدموا ، وكذا قال الضحاك والربيع عن أنس وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم. وهذا كقوله تعالى : لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا... الآية {الكهف: 2} وقال مجاهد: أن لهم قدم صدق عند ربهم، قال: الأعمال الصالحة صلاتهم وصومهم وصدقتهم وتسبيحهم. قال: ومحمد صلى الله عليه وسلم يشفع لهم ، وكذا قال زيد بن أسلم ومقاتل بن حيان، وقال قتادة: سلف صدق عند ربهم ، واختار ابن جرير قول مجاهد أنها الأعمال الصالحة التي قدموها. كما يقال: له قدم في الإسلام؛ كقول حسان :
لنا القدم العليا إليك وخلفنا * لأولنا في طاعة الله تابع .
وقول ذي الرمة :
لكم قدم لا ينكر الناس أنها * مع الحسب العادي طمت على البحر . اهـ
وعليه.. فأنت تسأل الله أن يجعل لك قدم الصدق في الإيمان والإسلام والتقوى بمعنى يهيئ الله لك الأعمال الصالحة التي ترقيك في تلك المنازل .
والله أعلم .