الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فشعور المسلم بالسعادة عندما ينفس عن مسلم كربة أو يسدي إليه معروفاً لا ينافي الإخلاص إذا لم يكن هناك شعور برياء أو عجب، بل إن الفرح بهذه الطاعة دليل على قوة الإيمان وكماله، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من سرته حسنته وساءته سيئته فذلك المؤمن. رواه الترمذي في سننه وصححه الشيخ الألباني، قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: (من سرته حسنته) أي إذا وقعت منه (وساءته سيئته) أي أحزنته إذا صدرت عنه (فذلكم المؤمن) أي الكامل لأن المنافق حيث لا يؤمن بيوم القيامة استوت عنده الحسنة والسيئة، وقد قال الله تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ. انتهى.
وقال المناوي في فيض القدير: من سرته حسنته لكونه راجيا ثوابها موقنا بنفعها (وساءته سيئته فهو مؤمن) أي كامل الإيمان لأن من لا يرى للحسنة فائدة ولا للمعصية آفة فذلك يكون من استحكام الغفلة على قلبه فإيمانه ناقص، بل ذلك يدل عى استهانته بالدين فإنه يهون عظيماً ويغفل عما لا يغفل الله عنه. انتهى، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 29466، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 2159.
والله أعلم.