الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج عليك في الدعاء بأن يتوفاك الله على عمل صالح كالموت أثناء السجود مثلاً، أو ببقعة مباركة كالمدينة المنورة ونحو ذلك، فهذا دليل على حسن الخاتمة، وسؤاله مشروع ففي صحيح البخاري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول: اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك. وفي سنن الترمذي من حديث أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله فقيل كيف يستعمله يا رسول الله، قال: يوفقه لعمل صالح قبل الموت. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، قال الترمذي: حسن صحيح، قال الشيخ الألباني: صحيح، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: وفي الحديث أن الأقدار غالبة والعاقبة غائبة, فلا ينبغي لأحد أن يغتر بظاهر الحال, ومن ثم شرع الدعاء بالثبات على الدين وبحسن الخاتمة. انتهى.
وفي مجمع الأنهر وهو حنفي: ثم يسأل الله حاجته وأعظم الحاجات سؤال حسن الخاتمة وطلب المغفرة. انتهى.
والدعاء لا ينافي القدر لأن الدعاء من قدر الله أيضاً, وللتفصيل حول الدعاء والقدر راجع الفتوى رقم: 9890.
وعليه فسؤال الله تعالى الموت على عمل صالح وحال يقرب إلى مرضاته لا شيء فيه بل هو مشروع كما سبق.
والله أعلم.