الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى حكم تربية القطط، وكنا قد بيناه من قبل، فراجع فيه وفي حكمها وحكم ما يخرج منها من حيث الطهارة والنجاسة فتوانا رقم: 50365.
وراجع في حكم إدخالها المسجد فتوانا رقم: 52867.
وراجع في النهي عن دعاء الأم على ولدها فتوانا رقم: 9898.
وراجع في حد الجوار فتوانا رقم: 39487.
ثم اعلم أن الواجب عليك هو بر والديك بالمعروف وإرضاؤهما ما استطعت إلى ذلك سبيلا، فإن ذلك من آكد الواجبات، كيفما كانت قسوتهما في المعاملة. قال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان: 14-15} وقال: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (23-24).
فإذا فعلت ذلك فلا يمكن اعتبارك عاقا لهما، ولا شك في أن أجرك يزداد بازدياد إذايتهما لك وازدياد تحملك.
واعلم أن المصائب ابتلاء وامتحان من الله لعباده ليظهر صدق الصادقين بإيمانهم، ويظهر زيف وكذب المدعين للإيمان، فاصبر واحتسب الأجر من عند الله، وغَيِّر ما استطعت تغييره مما ذكرت دون أن تجرح شعور أحد من والديك، وفوض الأمر إلى الله فيما لم تستطعه.
والله أعلم.