الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من الدين في أحاديث كثيرة ولم يفرق فيه بين المصالح العامة والمصالح الخاصة ، ففي صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه: أنه صلى الله عليه وسلم قام فيهم فذكر لهم أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال ، فقام رجل فقال : يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي ؟ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف قلت ؟ قال : أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر ، إلا الدين فإن جبريل قال لي ذلك .
ولكنه صلى الله عليه وسلم قد ساق بشرى لمن استدان أموال الناس وهو ينوي أداءها فقال صلى الله عليه وسلم : من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله . رواه البخاري وغيره .
فالله عز وجل في عون العبد إذا كان قد أخذ الديون بنية إرجاعها ، فإن مات ولم يوف أدى الله عنه في الآخرة ، ولكن هذا الوعد مرتبط بصدق النية .
والمسلم مطالب بالدعوة إلى دين الله عز وجل على حسب استطاعته ، وفي ذلك من الخير ما لا يعلم قدره إلا الله ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم . رواه الشيخان
وبناء على ذلك فإذا صدقت نياتكم في ما تقومون به من أعمال خيرية ، وكان الباعث لكم على ذلك هو ابتغاء مرضاة الله فقط ، وكانت نيتكم قضاء الديون لصاحبها عند تيسر ذلك فنرجوا أن لا تكون سببا لحبسكم عن الجنة .
والله أعلم .