الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فحمداً لله تعالى أن هداك للإسلام ، ونسأله سبحانه أن يعيننا وإياك على الثبات على الإسلام حتى نلقاه .
واعلم أن الدخول في الإسلام يتحقق بنطق المرء بالشهادتين ، ولا يشترط لصحة الإسلام إعلان ذلك على الملأ أو أمام قاض ونحوه ، فالذي نوصيك به أولاً : هو المبادرة إلى النطق بالشهادتين ـ إن لم تكن قد فعلت ـ ، ثم إن الإسلام بقتضي الالتزام بشعائر الدين الظاهرة كالصلاة والصيام ونحوهما ، ولا بأس إن خشيت الضرر أن تكتم إيمانك وتخفي العمل بهذه الشعائر لا أن تتركها بالكلية ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين أسلم : اكتم هذا الأمر . رواه البخاري
ولو قدر أن تم الاطلاع على أمرك من قبل أهلك أو غيرهم وتعرضت لشيء من الأذى فلتصبر ولتحتسب الأجر عند الله ، ولك أسوة حسنة في الأنبياء عليهم السلام ، فقد أوذوا فصبروا ، قال تعالى : وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا {الأنعام: 34 } وكذا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فقد كان المشركون يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وربما وضعوا القذر على ظهره وهو ساجد عند الكعبة ، وروى البخاري عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه عندما اشتد عليهم الأذى : قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ، فما يصده ذلك عن دينه .
ونوصيك بالتعرف على إخوانك المسلمين في بلدك وحضور الندوات والمحاضرات التي تعقد في المراكز الإسلامية ونحوها ، فإن طلب العلم والصلة بالإخوان من خير ما يعين المرء في دينه .
وأما السفر إلى بلد مسلم تستطيع فيه عبادة ربك دون خوف أو وجل ، فأمر واجب عليك شرعاً ما دمت لا تستطيع القيام بشعائر دينك في بلدك، فاجتهد في البحث عن سبيل لذلك ، واستشر في هذا الأمر إخوانك المسلمين الموجودين في بلدك .
والله أعلم .