الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الوكيل مؤتمن على ما في يده ، ولا يجوز له التصرف فيه إلا بإذن موكله ، والشرع الحكيم قد حض على الأمانة وحذر من الخيانة ، قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا {النساء: 58 } وقال النبي صلى الله عليه وسلم : أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك . رواه أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني .
وعليه فما فعلته في أمانتك ليس صوابا بل كان من واجبك أن تخبر مدير المؤسسة بالأمر على حقيقته ثم تطلب منه الإذن لك في اقتراض باقي المبلغ على أن تسدده بالطريقة التي تتراضيان عليها .
وأما الآن فواجبك هو التوبة مما فعلته، ومن تمامها أن ترد باقي المبلغ إلى المؤسسة بأية طريقة تراها مناسبة لك ، وإن كان أجل تسديد الفواتير قد حل ، فلا مانع من أن تدفعه في تسديدها ، ويكفيك ذلك حينئذ في تمام توبتك .
والله أعلم .