الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ثبت في سنن الترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم أن ناسا من أهل نجد أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة فسألوه، فأمر مناديا فنادى الحج عرفة، من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج. قال الشيخ الألباني: صحيح.
فالوقوف بعرفة أعظم أركان الحج لأنه إذا فات وقته بدون وقوف فقد فات على الشخص الحج في ذلك العام؛ بخلاف غيره من الأركان فيمكن تداركها. قال الحافظ ابن حجر في الفتح: الحج عرفة: أي معظم الحج وركنه الأكبر. انتهى.
وتخصيص هذا اليوم بالوقوف هو من الأمور التي تخفى على المسلم فالواجب عليه التسليم لها، فقد يكون تشريعها على هذا الوجه ابتلاء واختبارا للمسلم هل يستسلم وينقاد لأمر الله تعالى أم لا، وينبغي الإعراض عن السؤال عن الحكمة من تشريع مثل هذه الأمور لعدم الفائدة المرجوة من ذلك، وراجع الفتوى رقم: 7566والفتوى رقم: 4406.
وسبب تسمية يوم عرفة بهذا الاسم سبق بيانه في الفتوى رقم: 52025.
والله أعلم.