الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما قصة عداس فقد رواها ابن إسحاق بإسناده عن محمد بن كعب القرظي قال: لما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف.... ثم ذكر القصة بطولها، وقد رواها من طريق ابن إسحاق الطبري في تاريخه وذكرها ابن هشام في السيرة بإسناد ابن إسحاق أيضا، ومحمد بن كعب القرظي تابعي وبالتالي فالإسناد فيه إرسال، وقد ضعف الشيخ الألباني هذه القصة بهذه العلة وهي الإرسال في كتابه دفاع عن الحديث النبوي.
وقد ذكرها بعض المتقدمين دون ذكر إسنادها كما فعل البغوي في تفسيره، وابن حبان في السيرة النبوية من كتابه الثقات، وأما حديث إن الله ناصر أباك فقد رواه الطبري في تاريخه وابن هشام في السيرة كلاهما من طريق ابن إسحاق بسنده عن عروة بن الزبير قال: لما نثر ذلك السفيه على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك التراب دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته والتراب على رأسه فقامت إليه إحدى بناته فجعلت تغسل عنه التراب وهي تبكي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لها: لا تبكي يا بنية فإن الله مانع أباك وعروة بن الزبير تابعي فالحديث مرسل، ولهذا ضعفه الألباني أيضا في كتابه السابق، إلا أن البيهقي ومن طريق ابن عساكر في تاريخ دمشق روياه عن محمد بن إسحاق عمن حدثه عن عروة بن الزبير عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه فانتفى الإرسال إلا أن شيخ ابن إسحاق فيه مهمل.
والله أعلم.