كيف يتوب المسرف على نفسه ويرجع إلى ربه

22-2-2006 | إسلام ويب

السؤال:
أنا كنت أعمل غواصا مع الأجانب ارتكبت معظم الكبائر وفي خلال ذلك تعرفت على فتاة أجنبية وتطورت علاقتنا وأصبحت حاملا وبعد شهرين من الحمل تزوجنا وانتقلت للعيش معها في بلادها وعندما انتقلت أحسست بمدى بعدي عن الله وأريد التقرب والمغفرة والتوبة لأنني الآن أكره ابنتي منها بشكل كبير رغم أنها بنت 3 شهور إلا أنني أكرهها وأضربها أحيانا أسأل الآتي : 1- هل أن ابنتي بنت زنا ؟2- زوجتي ليست لها دين ولكن أنا أحاول معها كي تصبح مسلمة ؟ 3- كيف أصحح وضعي الحالي وأبدأ التوبة الصحيحة ؟ 4- بعض الأحيان أقرر أن أصلي وسوف تكون بداية التوبة ولكن في الصلاة أنسى كم ركعة ركعتها وباقي كم أنسى بعض الأحيان أن أصلي ماذا أفعل ؟5- أرجو الرد السريع لما أنا فيه من ضيق وكره لنفسي .6- بعض الأحيان أتخيل أن الحل هوأن أقتل هذه البنت بجملة ما فعلته سابقا و أنفصل عن زوجتي وأبدأ المغفرة والتوبة لوحدي؟ 7- أرجو أن تعلن رسالتي هذه علنا حتى يستفيد الآخرون لما فيها من بلية ؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليعلم الأخ السائل أن ما يوسوس به الشيطان إليه من أن الحل هو قتل هذه البنت البريئة إنما هو إغواء من الشيطان ليوقعه في كبيرة من الكبائر بعد الشرك بالله تعالى ، فليتق الله وليحذر من استدراج الشيطان ، ثم ليعلم بعد ذلك أن الإسلام حرم على المسلم أن يتزوج بكافرة غير كتابية، ممن ليس لها دين ، ودليل التحريم قول الله تعالى: وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ {البقرة: 221} وعليه؛ فزواج الأخ السائل بهذه المرأة غير صحيح ،  لكن ينسب إليه الولد الناتج من هذا الزواج غير المشروع إذا كان يعتقد صحته. وسبق بيانه في الفتوى رقم:  19095

وأما البنت التي جاءت نتيجة للسفاح والزنا فهذه لا تنسب إلى الأب من الزنا بل تنسب إلى الأم ، وسبق بيانه في الفتوى رقم : 12263 .

أما سؤاله كيف يصحح وضعه ويبدأ بالتوبة الصحيحة.. فنحن نضع له علامات ومنارات على الطريق نرجو أن تساعده في تلمس طريق التوبة فنقول :

- اعلم أن الله سبحانه يغفر ذنوب من تاب مهما كبرت وعظمت ، وفي الحديث القدسي : يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ‏على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا ‏تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة .  رواه الترمذي وقال: حديث حسن. قال الإمام ابن ‏رجب الحنبلي: وقوله: إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ‏أبالي. يعني: على كثرة ذنوبك وخطاياك، ولا يتعاظمني ذلك ولا أستكثره.

- على السائل المبادرة بالتوبة إلى الله عز وجل قبل أن يفاجئه الموت وهو على هذه الحال، فيندم حين لا ينفع الندم، وعليه أن يعلم أن الاستمرار في هذا الطريق تدمير للحياة وقضاء على المستقبل، فإنه طريق مظلم يؤدي إلى سخط الله عز وجل وعقابه في الآخرة، وإلى الحرمان من السعادة والاطمئنان في الدنيا.

 - ومما يعين على ذلك تغيير البيئة والمكان ‏والانتقال إلى بيئة صالحة، واتخاذ رفقة صالحة تدله على الخير وتعينه عليه، ولا يخفى أثر ‏الرفقة على الفرد والمجتمع، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله ‏فلينظر أحدكم من يخالل، أو من يصاحب.‏  ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم : 10747 .

أما سؤال الأخ عن نسيان الصلاة ، فهذا سببه البيئة التي يعيش فيها التي لا تساعده على الطاعة ، ولا تذكره بالصلاة ، وعلى العموم فنسيان الصلاة عذر، ومن نسي صلاة أو نام عنها فعليه أن يؤديها حين يذكرها .

وأما نسيان عدد الركعات ؟ فهذا سببه الشيطان كما ورد بذلك الحديث وسبق بيانه في الفتوى رقم: 30604 ، وفيها أن من نسي عدد الركعات التي صلى فعليه أن يبن على أقل ما شك فيه، ثم يكمل الصلاة ويسجد سجدتين قبل السلام  .

أخيرا نقول: يجب على الأخ أن يؤدي الصلاة المفروضة على الوجه الصحيح، ولا يجوز له تركها ولا التهاون في أدائها ، كما يجب عليه أن يفارق هذه المرأة التي لا يربطه بها رابط شرعي ، ويتوب إلى الله توبة نصوحا.

نسأل الله تعالى أن يوفقه ، ويأخذ بيده ، ويلهمه رشده، ويقيه شر نفسه .

والله أعلم .

www.islamweb.net