الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكان الأولى بصديقكم أن يخبركم حتى يشاركه من أراد منكم في هذا الخير، لكنه قد يكون معذوراً في عدم إخباركم كأن يكون كتمانه سبباً في تيسير إجراءاته للحج سواء من جهة الكلية أو يكون عدد التأشيرات محدوداً أو غير ذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود. رواه الطبراني و البيهقي في شعب الإيمان وصححه الألباني.
فعليكم أيها الأخ السائل أن تلتمسوا لإخوانكم الأعذار، لا سيما إذا كان سبب ما وقع بينكم هو حرص إخوانكم على الطاعة، وقد روى البيهقي في شعب الإيمان عن جعفر بن محمد أنه قال: إذا بلغك عن أخيك شيء تنكره فالتمس له عذراً واحداً إلى سبعين عذراً، فإن أصبته، وإلا قل: لعل له عذراً لا أعرفه. ولا تدعوا الشيطان يدخل بينكم، خاصة وأنكم تعيشون في غربة وفي مجتمع غير مسلم.
مع ملاحظة أنه إن كان لكم عليهم ديون، وكان حجهم يؤثر على أدائها، فحينئذ يجب عليهم أن يستأذنوا أصحابها دون غيرهم، وأما في سائر الحالات الأخرى فلا يجب عليهم استئذانكم.
والله أعلم.