الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ريب أن العامل المذكور يرتكب إثماً عظيماً، فإن ما يفعله يعد خيانة لصاحب المحل الذي يعمل عنده، والله تعالى يقول : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ {المائدة: 1 } وقال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ {الأنفال: 27 } وصاحب المحل إنما تعاقد معه على أن يبيع في محله بالمعروف، وليس من المعروف أن يصرف الزبائن عن محله إلى محل آخر ، ثم يكذب قائلاً إن السوق كاسدة فجمع العامل المذكور خيانة وكذباً وأكلاً للمال بالباطل ، ولو أنه قرأ القرآن بتدبر لعلم أن ذلك كله حرام ، فالواجب عليه أن يتقي الله ويصدق في عمله ويستغفر الله تعالى من هذا الخلق السيء .
والله أعلم .