الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكلمة ندين إما مشتقة من دان يدين أي خضع، قال ابن منظور : وفي حديث أبي طالب: قال له، عليه السلام: أُريد من قريش كلمة تَدينُ لهم بها العرب، أي تطيعهم وتخضع لهم. ومنه أيضاً قول الشاعر:
وأَياماً لنا غُرّاً كِراماً * عَصَيْنا المَلْكَ فيها أَن نَدِينَاَ.
أي نخضع ونذل.
أو من دان يدين دينا أي استقرض، ومنه قول الشاعر -كما ذكر ابن منظور-:
نَدِينُ ويَقْضي اللهُ عَنَّا، وقد نَرَى * مَصَارِعَ قومٍ، لا يَدِينُون، ضُيَّعَا
وقول الآخر: أَدِينُ، وما دَيْني عليكم بمَغْرَم * ولكنْ على الشُّمِّ الجِلادِ القَراوِحِ.
أو من الجزاء ومنه قوله تعالى: إنا لمدينون. أي مجزيون محاسبون، وفي المثل: كما تدين تدان، أي كما تُجازي تُجازَى أي تُجازَى بفعلك وبحسب ما علمت، وقيل: كما تفعل يفعل بك.
والدين العادة والشأن. قال ابن منظور: تقول العرب: ما زال ذلك ديني وديدني أي عادتي، قال المثقب العبدي يذكر ناقته: تقول إذا درأت لها وضيني: أهذا دينه أبداً وديني؟ قال ابن الأعرابي: دان الرجل إذا عز، ودان إذا ذل، ودان إذا أطاع، ودان إذا عصى، ودان إذا اعتاد خيراً أو شراً، ودان إذا أصابه الدين.
وهكذا فإن مادة الدال والألف والنون تدور على تلك المعاني.
وللاستزادة انظري لسان العرب أو القاموس المحيط أو غيرهما من كتب اللغة عند تلك المادة مع التنبيه إلى أن الأسماء قد لا تعلل، وقد يسمي بها صاحبها اعتباطاً وارتجالاً، وقد تكون مشتقة من معنى معين مقصود أو غير مقصود وهكذا.
والله أعلم.