الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن الأفضل الإسرار بالإستعاذة عند ابتداء القراءة في الصلاة، قال ابن قدامة في المغني متحدثاً عن التعوذ في الصلاة: وكيفما استعاذ فهو حسن، ويسر الاستعاذة، ولا يجهر بها، لا أعلم فيه خلافاً. انتهى. وقال النووي في المجموع: لو قال: أعوذ بالرحمن من الشيطان أو أعوذ بكلمات الله من الشيطان الرجيم أجزأه إن كانت الصلاة سرية بلا خلاف، وإن كان جهرية ففيه طريقان: (أحدهما) وبه قال أبو علي الطبري وصاحب الحاوي يستحب الإسرار به قولاً واحداً، كدعاء الافتتاح، (والثاني) وهو الصحيح المشهور فيه ثلاثة أقوال (أصحها) يستحب الإسرار (الثاني) يستحب الجهر، لأنه تابع للقراءة فأشبه التأمين كما لو قرأ خارج الصلاة فإنه يجهر بالتعوذ قطعاً. (والثالث) يخبر بين الجهر والإسرار ولا ترجيح. انتهى.
وعليه فالراجح استحباب الإسرار بالتعوذ قبل القراءة في الصلاة وتصح الصلاة في حال الجهر به.
والله أعلم.