الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيراً على غيرتك للدين، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد إنه سميع مجيب، وأما سؤالك عن مدى صحة القصة.. فالجواب: أنه لا مانع من حدوثها شرعاً ولا عقلاً، ونقلُ الإمام ابن حجر لها وسكوته عنها يدل على صحتها، وهو نقلها عن علي بن مرزوق بن أبي الحسن الربعي السلامي عن جمال الدين إبراهيم بن محمد الطيبي، ولم نقف عليها عند غيره فيما اطلعنا عليه، ولكن لا غرابة فيها، فقد كفى الله تعالى نبيه المستهزئين به قديماً، وهو سبحانه قادر على كفايته إياهم حديثاً، وربما يمهلهم فلا يعاجلهم بالعقوبة والانتقام لحكمة يعلمها؛ كما قال: وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ* مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء {إبراهيم:42-43}، وقال تعالى: وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ {آل عمران:178}.
ولكن الواجب على كل مسلم أن ينصر دينه ونبيه ويذب عن عرضه بما استطاع، وتوحيد الكلمة والجهد من أنفع الوسائل وأقواها تأثيراً، ولا ينبغي للمرء أن تحمله العاطفة والحماس على ارتكاب ما لا يجوز له، والنظر في مثل هذه الأمور وما ينبغي فعله إنما هو لأولي العلم الذين يوازنون بين المصالح والمفاسد ويدركون مقاصد الشرع، فقد قال الله تعالى: وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ {الأنعام:108}، إذن فلا بد من التثبت ودراسة ما ينبغي لتوحيد الصف والكلمة وتجنب ما قد يكون ضرره أكبر من نفعه، وانظر الفتوى رقم: 71673، والفتوى رقم: 71469.
والله أعلم.