الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرت أن صاحب العمل الذي تعمل فيه قد قام به من محاربتك لمدة تزيد عن ثمانية أشهر ، وما ذكرت من رفضه أن يوكل إليك الأعمال في المكان الذي تعمل فيه ، وما قام به من نزع سخان الماء من القسم الذي تعمل به مما اضطرك إلى الوضوء بالماء البارد في الشتاء ، وما قلته من أنك كلما تتحدث معه يصب عليك كما هائلا من الغضب ، كلها أمور تنافي الأخلاق الحسنة التي ينبغي أن تكون قائمة بين رب العمل وبين عماله .
لكن ينبغي أن تعلم أن وقت الدوام الرسمي الذي حدده معك ابتداء وانتهاء ، وتعاقدت عليه معه ، لا يجوز لك صرف شيء منه لغير ما هو مشروط له ، إلا بإذن منه ما دام عندك عمل له يمكن أن تؤديه في هذا الوقت ، لما في ذلك من الإخلال بالشرط المتعاقد عليه ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:المسلمون على شروطهم . رواه أبو داود وصححه السيوطي ، وقد ذكره البخاري تعليقا بلفظ : المسلمون عند شروطهم . فهذا الوقت قد ملكته جهة العمل بالعقد ، فليس للموظف أن يصرفه في أي شيء خارج عن عمله الذي أسند إليه، وعهد إليه القيام به فيه .
وعليه فما قلت إنك تستغله في المذاكرة من وقت الفراغ أثناء فترة العمل إذا كان فيه إخلال بما أنت متعاقد عليه مع رب العمل ، لا نرى أنه يباح لك إلا أن تستأذنه فيه ، وإن لم يكن فيه إخلال بالعقد فلا حرج عليك فيه .
والله أعلم .