الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا لم تستطع توفير مبلغ للزواج من راتبك لجود أو سفه وسوء تدبير فينبغي أن تقترض ما تحتاجه قرضا حسنا وتسدده من راتبك فذلك أيسر في التوفير عليك أو غير ذلك من الأسباب، ولا ينبغي التكلف لذلك وتحمل المرء ما لا يستطيع سداده، ولكن ينبغي أن تبحث عن امرأة تقنع منك بما في يدك وبما تستطيع، والنساء كثير وكلما كانت المرأة ذات دين وخلق كانت أقنع لأنها لا تريد المال وإنما تطلب العفاف، والنكاح من أسباب العون فكم من فقير تزوج فأغناه الله ويسر عليه لوعده بذلك في قوله: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ{النور: الآية32} وانظر الفتوى رقم: 9668، والفتوى رقم:: 17288، واحرص أن تكون زوجتك ذات دين وخلق فهي أرعى لحقك كما بينا في الفتوى رقم: 8757.
وننبهك إلى أن الخاطب أجنبي عن مخطوبته مالم يعقد عليها لا تجوز له الخلوة بها ولا الحديث معها إلا بقدر الحاجة والضرورة كما بينا في الفتويين رقم:68808،1151 ، ولها أن تهبه من مالها ما تشاء إن لم يكن ذلك لغرض محرم، وإذا تم العقد وأصبحت زوجة لك فلا حرج أن تشاركك في نفقات البيت وتأثيثه أو غير ذلك بشرط أن يكون عن طيب نفس منها كما بينا في الفتوى رقم: 35014 .
والله أعلم.