الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المراهق إذا ضبط نفسه وغرائزه بالضوابط الشرعية فلزم غض البصر والبعد عن مخالطة الأجانب وأهل الفساد, وشغل فكره بمعالي الأمور, فعمل برنامجا لتعلم ما يعينه من أحكام دينه، وظل يغذي إيمانه ويزكي قلبه بما في كتب الحديث والرقائق من الأحاديث المتعلقة بالغيب وبوعد الله ووعيده, وصاحب أهل الخير وتعاون معهم وعمل بدعوة الناس إلى ربهم وترغيبهم وترهيبهم وتبشيرهم وإنذارهم بما يعلم من الوعد والوعيد, وربطهم بخالقهم بتذكيرهم بنعمه وقدرته عليهم. فمن كان هكذا لم تكن مرحلة المراهقة مشكلة له كما لم تكن مشكلة لفتيان وفتيات الصحابة فكانوا يتنافسون في الخير ويتسابقون إليه فقد كان مصعب بن عمير فتى مدللا ولكنه بعد الإيمان أصبح شخصا آخر يهتم بمعالي الأمور وأرسله النبي صلى الله عليه وسلم معلما لأهل المدينة فأتاها والإسلام فيها قليل وبعد سنة من قدومه دخل الإسلام أغلب البيوت .
وأما إذا فتح المراهق قلبه وعينيه وأذنيه للسموم التي يلقيها الشيطان عبر وسائله الكثيرة فأطاعه فيما يزينه للناس, وتابع أهل السوء فيما خطط لهم الشيطان, فإن هذه المرحلة تكون مشكلة بالنسبة له لأنه لا يزال غرا, فربما تمكن الفساد من قلبه فأفسد عليه دينه ودنياه وآخرته ، فعلى المراهق أن يهتم بنفسه, وأن يحملها على سلوك طريق الهداية, وعلى ولي أمره أن يتعهده بالرعاية والتربية الصالحة والسعي في وقايته من النار بتعليمه وهدايته ، وللمزيد في الموضوع راجعي الفتاوى التالية أرقامها : 68992 ، 67272 ، 25265 ، 12928 ، 16541 ، 16878 ، 16433 .
والله أعلم .