الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمعنى ( افتح ) في الدعاء المذكور أي اقض ، والمعنى ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق أي اقض بيننا وبينهم بالحق، فمن كان محقا فانصره وأيده، ومن كان بخلاف ذلك فجازه بما يستحق، فهو دعاء على المبطلين من القوم وليس على القوم جميعا .
وعليه؛ فلا يدعى بهذا الدعاء إلا إذا كان هناك من يستحق أن يدعى عليه، كما حصل للأنبياء الذين دعوا على أقوامهم لما كذبوهم وحاربوهم ، وأما تكرير الخطيب له كل جمعة بدون مبرر للدعاء به فلا ينبغي بل هو اعتداء في الدعاء، وفي مسند الإمام أحمد أن سعدا رضي الله عنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنه سيكون قوم يعتدون في الدعاء ، وقرأ هذه الآية : ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ .
وينبغي نصح هذا الخطيب برفق ولين في أن يكف عن الدعاء المذكور؛ إلا إذا وجد ما يستدعي دعاءه به فيدعو حينئذ .
والله أعلم .