الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان أخوك قد تاب من إدمانه توبة ظاهرة، فلا ينبغي أن يظن به السوء بغير دليل. إذ الأصل أن يحمل المسلمون على البراءة حتى يتبين خلافها. وإذا ظهرت قرائن وعلامات، فينبغي أن لا يجزم بمقتضاها حتى يتيقن الأمر، خصوصا أنك ذكرت أنه هو الذي اعترف بذنبه وطلب منكم العلاج.
وأما إذا تيقنتم أنه عاد إلى ما كان عليه من الإثم والإدمان، فمن واجبكم الإنكار عليه بحسب القدرة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.
فإن كان متستراً بتلك المنكرات وليس معلناً أنكر عليه سراً وسُتر عليه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة. متفق عليه.
وإن كان مظهراً للمنكرات وجب الإنكار عليه علانية حتى يتوب. ومن الإنكار أن يُهجَر فلا يسلم عليه ولا يرد عليه السلام، ونحو ذلك مما يردعه عن المعصية من غير أن تترتب على ذلك مفسدة راجحة.
أما عن الدعاء له، فلا شك في أنه صواب، فقد قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}. وقال سبحانه : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ {البقرة: 186} وقال سبحانه : أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ {النمل:62}.
ونسأل الله تعالى أن يصلح حال أخيك ويرده إلى الطاعة والاستقامة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله أعلم .