الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الوسواس من عمل الشيطان، يريد أن يفسد به دين المسلم وعبادته. وجماع علاج الوسواس هو إهماله، وعدم الالتفات إليه، وعدم الاستسلام له. وقد أطبق على هذا أهل العلم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والوسواس يعرض لكل من توجه إلى الله. فينبغي للعبد أن يثبت ويصبر ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة ولا يضجر، لأنه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان، (إن كيد الشيطان كان ضعيفا). وكلما أراد العبد توجها إلى الله بقلبه جاء الوسواس من أمور أخرى، فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق، كلما أراد العبد أن يسير إلى الله أراد قطع الطريق عليه. ا.هـ
ولا شك في أن الإعراض عن ذكر الله سبب من أسباب تمكن الشيطان من قلب المرء قال الله تعالى : وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ {الزخرف:36 } وقال الله تعالى : وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {طه: 124 }
ولكن على الأخ الكريم أن يعلم أن تصوره بأن هذه الآية تنطبق عليه أو على المسلم الذي له وساوس هو من كيد الشيطان ووسوسته يريد بذلك تيئيسه من رحمة الله فيقطع عليه حبل العبادة ويبعده من ربه ، فحاول أن لا تطيع الشيطان في هذا ، ولك أن تراجع في علاج الوسواس فتوانا رقم : 3086 .
والله أعلم .