الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا يجوز لهؤلاء الشباب أن يستولوا على الوقف ويستغلوه في غير ما وقف له ـ من اللهو واللغو والعبث وشرب الدخان ومشاهدة المحطات الفضائية ـ فكل ذلك لا ينبغي للمسلم الاشتغال به في أي مكان وأحرى في مكان وقف مغتصب، فهذا من التعدي الحرام. فالوقف لا يجوز استخدامه في غير ما خصصه له الواقف فقد ذكر كثير من أهل العلم شرط الواقف كنص الشارع ما لم يخالفه وهذا الكلام صحيح في الجملة, ولا يجوز لهم كذلك إهدار مال الوقف من ماء أو كهرباء واستخدامه في غير ما خصص له أصلا.
وهذه الأمور التي يمارسها الشاب في هذا المكان المحترم وبجوار المسجد تتنافى مع تعظيم حرمات الله تعالى. قال الله تعالى: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ {الحج: 30} وقال تعالى: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ {الحج:32}
فلا يجوز للمسلم استعمال الدخان في حرم المسجد ولا في غيره لأنه محرم شرعا, وعلى هؤلاء الشباب ترك هذا الوقف وإعادته إلى لجنة المسجد, ولا يجوز لهم التجمع فيه, وعلى لجنة المسجد أن تستخدم هذا الوقف فيما وقف له أصلا, ولا مانع من جعله مكتبة عامة أو غيرها مما لا يتنافى مع شرط الواقف ومقصده.
والله أعلم.