الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله تعالى من حكمته ورحمته بالمرأة أن أمرها بالحجاب وستر مفاتنها، فإن ذلك حصن لها من طمع الطامعين، وصيانة لقلوب الرجال من الوقوع في الهوى والفتنة، ولذا فعلى المرأة أن تتقي الله تعالى وتقوم بحقه، وبما فرضه الله تعالى من الحجاب، ولتحذر أن تكون ممن ينطبق عليها قوله صلى الله عليه وسلم: صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما، نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات, رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة, لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها, وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا.
فكيف تقدم المسلمة الموقنة بلقاء الله تعالى وبحسابه على معصية الله ومخالفة أمره، وتعدي شرعه، بل كيف يصح ممن عندها أدب وحياء وحشمة وصيانة أن تعرض مفاتنها على من لا يحل له النظر إليها، أو أن تعرض نفسها لأجهزة التصوير حتى تكون فرجة ولعبة بيد الفاجرين والمتاجرين بالأعراض.
وعموماً فالمرأة المصرة على مخالفة أمر الله تعالى ومعصية زوجها بذهابها غير محتشمة إلى هذه الأعراس تعتبر امرأة ناشز لا تستحق نفقة، وهي قبل ذلك واقعة في أسباب سخط الله تعالى.
أما إذا علمت المرأة أن مكان العرس آمن لا تصوير فيه ولا رجال، ولم يكن ثمة نساء فاسقات ينقلن ويصفن العورات وأذن لها زوجها بوضع ثيابها فلا بأس حينئذ من ظهور المرأة أمام النساء المسلمات وهي ساترة لما بين السرة والركبة، كما في الفتوى رقم: 1265.
والله أعلم.