الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالغيرة منها المحمود ومنها المذموم، وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 71340.
وما وصل إليه والدك من الغيرة -على حسب وصفك- بعضه من النوع المذموم، فإن الغيرة لا تكون محمودة إلا مع وجود ريبة، وليس هناك ريبة في كلام الأم وجلوسها مع أولادها، فالغيرة من هذا الأمر حالة نفسية غير سوية، ووسوسة شيطانية، وظن سيء، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}.
فعلى والدك أن يستعيذ بالله من هذا المرض، وأن يتقي الله ويحسن الظن بأهله، ويقطع وساوس الشيطان ويستعين بالله عليها، أما أنت فلا تملكين في هذا الأمر إلا القيام بدور المصلح الناصح الموجه بالحكمة والموعظة الحسنة مع الحذر مما يغضب الوالد، ولا بأس بقراءة القرآن على والدك، فالقرآن كله شفاء، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 22104 سواء كان ذلك منك أنت أو من غيرك.
والله أعلم.