الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا حرج عليك في الأكل والنوم بقدر ما تحافظ به على صحتك واستراحتك النفسية، واعلم أن المذموم هو الإسراف ومجاوزة الحد، وأما الأكل والنوم بقدر الحاجة دون إسراف فغير مذموم وإن كنا نقر بأن مجاهدة العبد نفسه بما لا يجحف به من الصيام التطوعي وقيام الليل مرغب فيه شرعاً، ورغب الشارع كذلك في تنظيم الأكل والنوم حتى يأخذ الإنسان ما يكفيه ويتصدق بما لا يحتاج له أو يؤثر به إن استطاع، ففي الحديث: كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة. رواه البخاري في الصحيح معلقاً، ورواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
وقد ذكر أهل العلم أن طالب العلم لا بد له من عقل مدلل، فلو أنه حرص على نوم القيلولة ونوم أول الليل ربما استغنى عن غير ذلك من النوم واستفاد من وقت آخر الليل ووقت الصباح وهما وقتان مباركان مهمان لطالب العلم، ولو أنه كذلك أخذ مأكولات ذات قيمة غذائية تكفي حاجة الجسم ونظم أوقات أكله فلربما استغنى بذلك عن الوجبات الإضافية غير المنظمة وعن المأكولات الجاهزة التي تحتاج منه إنفاقاً كثيراً، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 12649، 19064، 50734، 51751، 58418، 62398.
والله أعلم.