الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكر السائلة الكريمة على اهتمامها بدينها وحرصها على تغيير المنكر وإزالته ، ولتعلمي أن هذا الشاب يعتبر أجنبيا عنك ولا يجوز لك الخلوة معه في غرفته أو في غيرها ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم . متفق عليه .
وكذلك لا يجوز لك التجسس عليه ولا البحث عن ما يخفيه في غرفته أو جيبه ، ولو كان ذلك بحجة أن أمه أوصتك عليه ، فقد قال الله عز وجل : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ {الحجرات: 12 } وقال النبي صلى الله عليه وسلم : من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله . رواه الترمذي .
وكان عليك أن تنصحي هذا الشاب وتحذريه من هذه المخالفات الشرعية ، وعليك أن تستري عليه ما دام يعتذر عن ذلك ولم يجاهر به ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة . رواه مسلم .
وما دام ذلك قد حصل فعليك أن تستغفري الله تعالى وتتوبي إليه وتستسمحي الشاب وتنصحيه بتقوى الله تعالى .
وعليك أن تسترضي زوجك ، ولتعلمي أن ما قاله : إن الشاب حر في تصرفاته غير صحيح بالنسبة للحرام فلا يجوز للمسلم أن يفعل الحرام بحجة أنه حر ، وأما الحلال فله أن يفعل ما شاء منه ويترك ما شاء ، فهو حر في ذلك .
وبخصوص حكم إقامته عندك في البيت فلا مانع منها ما لم تحصل خلوة أو يكون ضرر ، وأما الخلوة معه فلا تجوز في البيت ولا في غيره كما قدمنا ، سواء تم عقده على بنت زوجك أم لا؛ لأن زوج بنت الزوج لا يكون محرما إلا إذا كان محرما من جهة أخرى بالرضاع أو النسب .
والله أعلم .