الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك في أن ما وقعت فيه يعد من الآثام الشنيعة والذنوب العظيمة. وعلى كل، فالواجب عليك التوبة بالإقلاع عن مثل هذا الفعل، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة إليه.
واعلم أن الله تواب رحيم واسع المغفرة، ولا يتعاظمه ذنب مهما بلغ، فالجأ إليه، ولا تلتفت لوساوس الشيطان، فرب معصية انقلبت إلى نعمة على صاحبها بسبب ما أحدثه بعدها من التوبة والانكسار وزيادة الذل والخضوع لله رب العالمين.
ومن سعة فضل الله تعالى ورحمته بعباده أنه يبدل السيئات التي قد تاب منها العبد إلى حسنات قال تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [الفرقان:68، 70].
فالذي ننصحك به في هذا المقام هو:
1- الاهتمام بطلب العلم الشرعي النافع الذي يقرب المسلم من ربه ويجعل أغلب تفكيره في الدار الآخرة.
2- اختيار الرفقة الصالحة والبعد عن رفقاء السوء.
3- البعد عن المثيرات والمهيجات للشهوة، والمحافظة على غض البصر، والإكثار من الطاعات التي ترقق القلب كقراءة القرآن الكريم، والحديث الشريف، وسير الصالحين.
4- تغيير البيئة التي تعيش فيها، والبحث عن بيئة صالحة.
ثم لا تنس الدعاء لأبويك ودعوتهما إلى التوبة، فإن لهما عليك حقا كبيرا ولو كانا على الصفة التي ذكرت.
والله أعلم.