الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا مانع من أن يسخر الله الجن لبعض خلقه يستخدمونهم في السرقات وقضاء بعض الحوائج، قال الله تعالى: وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ {الأنعام:128}.
وقد ذكر علماء التفسير أن استمتاع الجن بالإنس يكون بعبادتهم إياهم بالذبائح والنذور والدعاء، وأن استمتاع الإنس بالجن يكون بقضاء الجن لحوائج الإنس التي يطلبونها منهم، وإخبارهم ببعض المغيبات التي يطلع عليها الجن في بعض الجهات النائية، أو يسترقونها من السمع، مع أنه لا يجوز إتيان الكهان والسحرة ولا تصديقهم في شيء مما يقولونه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من أتى كاهنا أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد. ولقوله صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. والحديث في مسلم وغيره. وبالنسبة لتحصين نفسك من السحر فيمكنك الرجوع إلى الفتوى رقم: 5433.
إضافة إلى الالتزام بتقوى الله تعالى، فإن فعل المعاصي سبيل لهلاك الإنسان وتسليط أعدائه، قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:30}، مع المحافظة على أذكار الصباح والمساء والإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى.
والله أعلم.