الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيجب على الأخت التوبة إلى الله مما حصل منها من تعد لحدوده في الكلام مع هذا الرجل الأجنبي، أما رميها بالزنا لمجرد ذلك فلا يجوز، فإن رمي المؤمنة المحصنة من كبائر الذنوب، ويوجب على القاذف ثمانين جلدة ويمنع شهادته، ويحكم عليه بالفسق واللعن واستحقاق العذاب الأليم في الدنيا والآخرة ما لم يأت بما لا يتطرق إليه الشك من إقرار أو شهادة أربعة شهود على حالة قلما تتحقق.
قال الله تعالى: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ* إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {النور:54-55}، وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {النور:23-24}.
ولا يجوز التشهير بالمسلم العاصي إذا لم يكن مجاهراً بمعصيته، بل يجب ستره، فمن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة، فننصح الأخت بالتوبة وبتقوى الله عز وجل وسيجعل الله لها مخرجاً، وتظهر براءتها بإذنه تعالى.
والله أعلم.